فندق صوفر الكبير في “التراث اللبناني”
في سياق الاحتفالات بمئوية الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU (1924-2024)، اختَتَم “مركزُ التراث اللبناني” فيها لقاءاته لهذا الموسم بندوة “فندق صوفر الكبير: من الازدهار الـمُنيف إِلى الدمار الـمُخيف” مع الباحث إِدي شويري، أَدارها مديرُ “المركز” الشاعر هنري زغيب.
معوَّض: مَعْلَمٌ سياحي ثقافي
افتتح الندوةَ رئيسُ الجامعة الدكتور ميشال معوَّض بكلمة جاء فيها: “تتوالى الندواتُ واللقاءاتُ في سياق الاحتفال بمئوية جامعتنا، فتعكس أَثرَ الجامعة في نفوس اللبنانيين وقلوبهم وذاكرتهم… وندوتُنا اليوم عن مَعْلَمٍ لبنانيٍ سياحيٍ ثقافيٍ عريقٍ، سطَعَ في جبلِنا اللبناني منذ أَواخر القرن التاسع عشر، ومرَّ بعصرٍ ذهبيٍ فريدٍ خلال النصف الأَول من القرن العشرين، حتى إِذا ضربَت الحرب لبنان، كان هذا الـمَعْلَم من تلك المعالِم التي طالتْها الحربُ وشوَّهَتْها ومحَتْ ذكرياتٍ ناصعةً من تاريخ لبنان الحديث”.
وأَضاف: “فندق صوفر الكبير استَقبل كبار قامات العصر من لبنانيين وأَجانب، بين سياسيين ودبلوماسيين ورؤَساء ووزراء، وفنانين في طليعتهم مطربُ الملوك محمد عبدالوهاب الذي كان يلتقي فيه الشاعر بشارة الخوري الأَخطل الصغير. ويُروى أَنَّ هذا الفندق الشهير جمَعَ في أَرجائه أَولَ لجنة تحضيرية مباشرةً بعد تأْسيس الجامعة العربية”.
وختم: “هذا الفندقَ خلَّدَهُ في الأَدب أَمين الريحاني في مقطوعته “القصر المنيف” من كتابه الخالد “قلب لبنان”.. وهكذا، من شهر إِلى شهر، يُضيْءُ “مركزُ التراث” في جامعتنا على أَعلام لبنانيين كبار، ومعالِمَ لبنانية ثقافية وسياحية وأَثرية وتاريخية، كي تَظَلَّ في ذاكرة الجيل الجديد مرآةً ساطعةً لتراثنا، فلا يغيب في النسيان بين جيل وجيل”.
شويري: مسيرة الفندق
سردَ إدي شويري تاريخ الفندق منذ بناء أَلفرد سرسق سنة 1892 حتى إذا بدأَ شق خط السكة الحديدية (بيروت – دمشق) كانت محطة صوفر مباشرة أَمام الفندق تسهيلًا لنزلائه في الوصول والمغادرة.
قسم شويري محاضرته إِلى ثلاثة أَجزاء: الأَول لِـمجموعة صور ووثائق تُثبت أَهمية الصورة في هوية الوطن وذاكرة إِرثه مع السنوات، الثاني صُوَر قديمة لأَهم الأَحداث التي جرت في هذا الفندق بين شخصية وسياسية ودبلوماسية واجتماعية، مركِّـزًا على أَهمية الملْكية الفردية في نسج التراث اللبناني العام عبر الأَحداث التي تجري فيه. والقسم الثالث والأَخير خصصه شويري لنص أَمين الريحاني “القصر المنيف” (من كتابه “قلب لبنان”)، وفيه يصف وُصُوله ماشيًا من زحلة إِلى الفندق، رثَّ االثياب مغبَّرًا بتعب الطريق، حتى إِذا دخل صالة “الروليت”، وهو اكتشفها يومئذٍ للمرة الأُولى، عمَد الموظف إِلى طرده خارجًا دون أَن يدري مَن يكون، إِلى أَن جاء مَن يعرفه في الفندق فاعتذر منه ومن جهْل الموظف أَن الذي طرَدَه هو أَديب لبناني كبير.