كرم وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى في مقر المكتبة الوطنية الدكتور طلال ابو غزالة كشخصية عربية عالمية داعمة للابتكار والفكر التكنولوجي التطويري في حضور وزيري الصناعة والاتصالات جورج بوشكيان وجوني القرم، النائب السابق عصام نعمان، رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق غالب غانم وعدد من الفعاليات والشخصيات الثقافية حيث قدم له الوزير المرتضى درع وزارة الثقافة تقديراً لمسيرته التي جسدت ثقافة العصامية والامل والنجاح .
وكان لوزير الثقافة كلمة بالمناسبة نوه فيها بمناقب المكرم الذى اصبح مثالا يحتذى به حيث قال :”طلال أبو غزالة، كفى بالاسمِ مَخْبَرًا وبالمسيرةِ مدرسةً لثقافة العصامية والنجاح. حكايةٌ اختصرت فصولُها كيفَ يمكن أن تصيرَ الرؤيا إنجازًا عندما يمتلك صاحبُها الإرادةَ والعلمَ والعمل، وكيف يتحول التفوق من قصةٍ تُقرأُ أو تُرْوى، إلى منارةٍ يُمشَى على هديِها ونهجٍ يُقتدى به.”
واضاف :”من طفلٍ هجرتْه العصابات الصهيونية من فلسطين عام 1948 إلى “المؤسس والرئيس لمجموعة طلال أبو غزالة الدولية، وهي مجموعة شركات عالمية تقدم الخدمات المهنية في مجالات المحاسبة والاستشارات الإدارية ونقل التكنولوجيا والتدريب والتعليم والملكية الفكرية والخدمات القانونية وتقنية المعلومات والتوظيف والترجمةوالنشر والتوزيع”، كما في ملخّصِ سيرته، حكايةُ كفاحٍ طويل كان فيها طلال أبو غزالة عاملًا بدأب وإصرار على نشر ثقافتين أساسيتين: ثقافة المثابرة لبلوغ الأهداف، وثقافة الاعتماد على الوسائل المعرفية الحديثة. ذلك أن لكلِّ عصرٍ آلياته، إذا أهملَها أبناؤه ظلّوا خارجَه حضاريًّا. هذه المسيرة الثقافية، لم يشأ المحتفى به أن تكون ملكيتُها الفكرية حصريةً له فقط، بل جعلَها مشاعًا لكلِّ من يشاءُ أن يتمثلَ بها، حتى صارَ “سرُّ المجدِ” الذي لها… على كلِّ شفةٍ ولسان.”
وتوجه المرتضى الى المكرم:” فيا أيها العربي المتألق وسر تألقه وعيه الإنساني العالي،أردنا من هذا اللقاء أن يكون تحيةً لك ورسالة تقدير لإنجازاتك. نحن نفتخرُ بأنك تلقيت علومك الأولى في لبنان، وأنك انطلقت منه إلى رحاب العالم الواسع، حاملًا في مدى نظراتِك فلسطين والأردن ولبنان وسوريا وكلِّ بلاد العرب، وأن عالميَّتَك رسّخت انتماءَك إلى أرضك وناسِك، تمامًا كليمونِ يافا، وياسمين دمشق، وأرز لبنان، وكالبُطمةِ المعمَّرة في الأردن التي استظلها الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أهلًا وسهلًا بك في المكتبة الوطنية ولك من لبنان ألف تحية وسلام.”
بدوره شكر الدكتور طلال ابو غزالة الوزير المرتضى لهذا التكريم واعرب عن خالص تقديره وامتنانه لوجوده في رحاب المكتبة الوطنية محاطا بحضور هم بمثابة عائلته ، مشددا على انه للبنان محبة خاصة في قلبه، هذا البلد الذي احتضنه صغيرا حتى تخرج من الجامعة الاميركية في بيروت، وتساءل في مستهل كلامه عن امكانية ايجاد تعريف للثقافة ،ثم شرع في عرض للمراحل الاولى في مسيرته وكيفية دخوله عالم التكنولوجيا وتطوره في هذا المجال، وموضوع الملكية الفكرية وتبوأه المراكز العالمية، فضلاً عن المعاناة التي عاشها وهو بعمر العشر سنوات بعد اغتصاب العدو الاسرئيلي لدولة فلسطين وطنه وارضه ،عدا حياة البؤس التي عاشها واصراره على مواجهة كل الصعوبات مهما كانت كبيرة وتسلحه بالارادة والعزم والمثابرة لتحقيق ما يصبو اليه بعد وعده لوالده وهو على متن الباخرة التي اقلته وعائلته من فلسطين انه سينتقم من هذا العدو الذي هجره من ارضه واحتلها، مؤكدا ان لا وجود لما يسمى اسرائيل، متسائلاً كيف يطلق عليها اسم دولة وليس لها حدود مع دول اخرى!
واضاف ابو غزالة :”معاناتكم ايها اللبنانيون نعمة من الله اشكروه عليها لانها ستظهر افضل ما فيكم ثم ستخرجون من ازماتكم منتصرين وما عليكم الا الصبر والثبات والثقة بقدراتكم.”
وعقب الوزيرالمرتضى على موضوع ما يسمى دولة اسرائيل قائلاً :” انا شخصيا من الداعين الى التطبيع ، و التطبيع لغة هو اعادة الامر الى طبيعته ،التطبيع تاليا اجتثاث الاحتلال واعادة الارض الى اهلها لكي نستعيد المبادرة في واقعنا ونملك مقدرات تقرير مستقبلنا.”
واردف المرتضى :” فيما خص تعريف الثقافة ، انا اؤمن بان الثقافة تتسع لكي تخرج عن اي ضابط على مستوى التعريف لكن من الممكن ان نستعين بالمؤدى الذي يقتضي ان تكون الثقافة تحقيقا له وهذا المؤدى هو بث الوعي ، واذا بقينا نتلمس تعريفا للثقافة قد يكون من المستعصي ان نصل الى تعريف واذا وصلنا الى تعريف قد لا يتفق معنا عليه البعض .”
وبعد ان سلم المرتضى الدرع الى ابو غزالة جال الحضور في ارجاء المكتبة الوطنية للاطلاع على المقتنيات من كتب ومجلات ومخطوطات نادرة وقيمة. كما اعلن ابوغزالة عن استعداده لرفد المكتبة بما يمكن ان تحتاجه من كتب وتجهيزات .