عمدة الثقافة والفنون الجميلة في “القوميّ” تنوّه بفرقة مياس:
آداء متميز وابداع راقٍ.. وتحدٍّ مفتوح ومشرَّع على المستقبل
نوّهت عمدة الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ بالأداء المتميّز لفرقة مياس، وتأهلها للمرحلة النهائيّة في برنامج اكتشاف المواهب.
وقد أصدرت العمدة بياناً جاء فيه:
الجسد، كلّ الجسد، أفصح عن ذاته أمام أنظارنا أمس ألأول.. الجسد، بدمه ولحمه، بدفئه وجنونه، بأصابعه الصارخة تحت الضوء..
كان الجسد الكامل الواحد المتعدّد بكلّ انفعالاته وسكونه أمامنا مستتراً تحت لون السواد، وبالشعر الهائج والعيون الفاغرة… بكلّ هذا برع الجسد في بثّ جماله وهو يروي “سحر الشرق” وجنونه على أكمل وجه.
لم يكن عرض “مياس” راقصًا فقط، بل كان مزيجًا إبداعيًا راقيًا وعميقًا من أداء جماعيّ، من نوع الأكثر إثارة للذاكرة والدهشة، وهذا ما يجعل لحظتها بداية لمسار شاقّ، وتحدٍّ مفتوح ومشرَّع على المستقبل.
ليس يسيراً التأريخ لتاريخ الرقص فنًّاً، فمنذ أن دبّ الإنسان على وجه البسيطة، كان جسده أوّل تقنيّة لديه قربًا من الطبيعة؛ ولأنّ الفنّ جاور السحر والدين وطقوس التعبّد منذ الأزل، على خلاف ما يظنّ متزمّتو أيّامنا. فمنذ زمن السومريّين في ما بين النهرين، إلى الآراميّين والكنعانيّين في بلاد الشام، كان الرقص سلوكًا ملازمًا لطقوس التضرّع والعبادة وتقديم القرابين، ولعلنا نتذكر فنانة معبد عشتار “أورنينا” في مدينة ماري القديمة (وسط سورية). كانت مغنيّة وموسيقيّة وراقصة… وتعد أول من غنت على سطح الأرض وكان ذلك عام 3500 قبل الميلاد.
وليس غريبًا هنا أن تلعب “مياس” لعبة الهوية “الشرقية”، وكان رقصها أشبه بشلالات “نياغرا” المفزعة. بل هي أرتدت هويتها و”عصرنتها” إنسانيًا بتناغم مع خطوات الراقصات اللواتي أفلتن أجسادهن من قبضة الماضي، وأنطلقن يزاحمن الآخرين على المستقبل بلغة النفس الإنسانية التي تحدث عنها الزعيم أنطون سعاده في وصف الموسيقى، إذ قال: “ليست الموسيقى لغة العواطف وحسب، بل هي لغة الفكر والفهم أيضًا، إنها لغة النفس الإنسانية، بكل ظواهرها وبواطنها”.